Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
روما- وكانت عيون العديد من الإيطاليين تنظر إلى السماء، وكذلك إلى أضواء مطار مالبينسا في ميلانو ومطار فيوميتشينو بي.رومالاحتضان العشرات من الناشطين الإيطاليين العائدين من أسطول المرونة العالمي لكسر مقعد غزةوبعد إطلاق سراحهم من إسرائيل، وصلوا على متن طائرات الخطوط الجوية التركية، بعد رحلة من مطار إيلات إلى اسطنبولثم رحلتين إلى إيطاليا.
وكان وصول نشطاء أسطول الصمود لحظة احتفال ودموع، حيث لوح المتلقون بالأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: “الريح لا تتوقف.. فلسطين “حر.”
وتخللت الهتافات التصفيق والأحضان بين العائلات والأصدقاء والناشطين، في مشهد يعكس الفرح والحزن في نفس الوقت، الذي شاركه الإيطاليون خلال “الليلة البيضاء” التي استقبلت نشطاء الحزم.
ومن بينهم الإيطالي من أصل مغربي ورئيس اتحاد الجاليات الإسلامية ياسين لافروم، الذي استقبله حشد من الناشطين المتضامنين في مالبينسا بميلانو، فيما وصلت مجموعات أخرى إلى فيوميتشينو بروما، لتستكمل عودة 18 ناشطا من أصل 26 تم إطلاق سراحهم.
فيما بقي 15 ناشطا آخرين في الأسر الإسرائيلية، بسبب رفضهم التوقيع على وثيقة الإفراج الطوعي، تضامنا مع زملائهم الذين لا يحملون جوازات سفر غربية، مثل كثيرين، ومن بينهم العضوان البارزان في الوفد المغربي: التونسي وائل نوار، عضو القيادة العامة لأسطول الصمود العالمي، والمغربي عزيز غالي، نائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان. الحقوق، الذين تم علاجهم. بشكل مختلف من قبل القوات الإسرائيلية مقارنة ببقية المسلحين. وقال المسلحون المغاربيون، نظرا لمواقعهم ومناصبهم القيادية، بحسب ما قاله مصدر مطلع من أسطول الصمود، للجزيرة نت.
ومن بين الناشطين المعتقلين الذين فضلوا عدم التوقيع على الإفراج الطوعي، الإيطالي من أصل مغربي، عبد الرحمن أماجو، البالغ من العمر ثلاثين عاما، رئيس منظمة “أكشن إيد” الدولية الفرع الإيطالي، الذي ظل على اتصال مباشر بالجزيرة نت طوال رحلة أسطول الصمود العالمي إلى غزة، مما جعله أقرب إلى مذكرات السفر عبر الصور والفيديوهات والتسجيلات الصوتية، حيث بقي الاتصال معه حتى نصف ساعة قبل إطلاق سراحه. الإفراج الطوعي. سرقة المركب “بوالا أونو” الذي كان أحد قادته.
وبينما احتفلوا بالناشطين المفرج عنهم، لم ينس الجمهور مأساة المعتقلين الإيطاليين الآخرين، حيث وقف ياسين لافرام كالمحامي، يتوسل أمام عدسات كاميرات الأخبار وشاشات الهاتف التي تبث وصوله، مدافعا عن زملائه.
يروي ما يختبرونه بناءً على تجربته وما اختبره السجون الإسرائيلية “هناك نشطاء آخرون معزولون عن العالم. وهم لا يعرفون أننا وصلنا. يجب أن نمارس ضغوطا قوية على الحكومة الإيطالية وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي”. بنيامين نتنياهو -مطلوب لفي المحكمة الجنائية الدولية المتهم بارتكاب جرائم الحرب إلى غزة – لتحرير مواطنينا.
وأضاف لافروم: “إنهم محتجزون في أحد أسوأ السجون في شمال إسرائيل، على بعد 10 كيلومترات فقط من حدود غزة. وهذا هو نفس السجن الذي يُحتجز فيه الأطفال الفلسطينيون من غزة”.
معاناة نشطاء أسطول الصمود العالمي لفك الحصار عن غزة لم تكن في زنازين السجون فقط، بل كانت امتداداً للمعاناة التي بدأت منذ اللحظة الأولى على متن أسطول الصمود، حيث استولى جنود الاحتلال الإسرائيلي على القوارب واعتقلوا الناشطين بالقوة، في انتهاك صارخ لقراراتالمياه الدولية والقوانين الدوليةبحسب بيانات جمعيات قانونية اطلعت عليها الجزيرة نت.
ويصف ياسين بمرارة ما حدث للأمين العام للحزب الديمقراطي المعارض إيلي شلين، الذي استقبله في المطار. ويقول: “هناك انتهاك صارخ لكل الأعراف الإنسانية. تم اختطافنا في عرض البحر، حيث اقترب منا جنود الاحتلال واقتادونا بالقوة إلى أحد الموانئ”. أشدودوأضاف “لم يرتكب الأسطول أي انتهاك للقانون الدولي. لقد كان في المياه الدولية ومع ذلك عوملنا مثل الإرهابيين”.
وتؤيد شهادة الصحفي الإيطالي لورنزو داغوستينو، الذي عايش تفاصيل العملية بنفسه، ما قاله ياسين: “لقد كان من سوء حظي أن مررت بمرحلة تفتيش الحدود أمام الوزير الإسرائيلي”. ايتمار بن جفير نفس الشخص الذي جاء لالتقاط صورة شخصية معنا ووصفنا بالإرهابيين.
وأضاف: “هذا الأمر أثار غضب حراسه أكثر، فاستغلوا الموقف لتشديد الأصفاد البلاستيكية على أيدينا بإحكام قدر الإمكان، وتركونا لمدة 4 ساعات في البرد القارس، والمكيف يعمل بأقصى درجة، ولم نكن نرتدي سوى قمصان خفيفة بعد أن أجبرونا جميعا على خلع ملابسنا”.
وفي معرض إدلائه بشهادته لزملائه وأصدقائه لدى وصوله إلى المطار، سلط داغوستينو الضوء على “سلسلة متواصلة من الإهانات: لا يسمح بالنوم داخل السجن. كل ساعتين يقتحمون الزنازين ويوقزوننا بالقوة ويرموننا من الأسرة”.
وتستمر مشاهد الرعب بحسب رواية الصحفي الإيطالي: “زنازين مكتظة، ينامون على الأرض أو على فرشات مشتركة، يطلقون العنان للكلاب، يوجهون أشعة الليزر على أجساد المعتقلين ويتنقلون باستمرار من زنزانة إلى أخرى لتعذيبهم نفسيا”.
وهذا كله جزء من تجربة ياسين وزملائه، التي يراها امتدادا لـ”إهانة الكرامة الإنسانية بحجة الأمن، بينما كان الأسطول في المياه الدولية”.
وارتفعت موجة تضامن مع الناشطين الخمسة عشر الآخرين في سجون الاحتلال، عبر مدونات ووقفات تضامنية لعائلات وأصدقاء المعنيين، والتي من المقرر تنظيمها يوم الأحد المقبل، والتي من المفترض أن تأخذ طابعا شعبيا مع بداية الأسبوع للضغط على الحكومة. جورجيا ميلوني المربي.
وقال ياسين لافرم، الذي سلط الضوء على معاناة زملائه من التنقل ليلا ونهارا بين الزنازين كوسيلة للتعذيب النفسي، إن “مواطنينا المعتقلين في إسرائيل لا يعرفون أننا عدنا، وعلينا أن نستمر في الحركة حتى يعودوا إلى بيوتهم”، وأن “هذا الوضع مستمر مع المعتقلين”.
فرام البالغ من العمر أربعين عاما، روى للناس معاناة أصدقائه، لكن غزة هي التي استولت على معظمها، حيث كان يتوقف ويتحدث بين الحين والآخر في بهو مطار مالبينسا، بين عائلته وأصدقائه، ويسير نحو سيارة العائلة وعيناه تلمعان بالقلق والإصرار. وأحاطت به دموع الأهالي وتمنياتهم بعودة الناشطين المعتقلين، وعبّر عن شعوره بالمسؤولية تجاههم بتصريحه: “علينا “مواصلة الحراك حتى يعودوا جميعاً، لأن أحداً منا لم يرتكب جريمة”.
وأضاف واصفاً المحاكمات ضدهم: “تعرضنا لمحاكمات صورية، وضعونا في غرفة صغيرة أمام القاضي، وفي نهاية الجلسة لم يكن هناك عدالة أو إنصاف، فقط محاولة لشرعنة الاعتقال التعسفي والنقل القسري”.
نائب إيطالي مفرج عنه بعد المشاركة في أسطول الصمود: قصفنا وجوازات سفرنا لم تحمينا #الجزيرة_لايف pic.twitter.com/jt2wdGVRVy
– الجزيرة مباشر (@ajmubasher) 4 أكتوبر 2025
وبين فرحة العودة وألم غياب بقية الناشطين، يصر العديد من الناشطين العائدين، مثل ياسين، على “إبقاء البوصلة موجهة نحو غزة أولا قبل أسطول الصمود العالمي”، الذي دعمه الإيطاليون باعتباره أيقونة احتجاجية تمثل مجتمعا حيا يصرخ ضد حكومته والمجتمع الدولي معاً.
وبالفعل، فإن مواعيد وفعاليات احتجاجية مخطط لها في الأيام والأسابيع المقبلة حول غزة، من قبل الإيطاليين، وكأنهم يقولون للعالم إن “الحرية ليست مجرد وصول الناشطين إلى المطار، بل هي عمل مستمر للمطالبة بحقوق الفلسطينيين الذين لا صوت لهم في غزة وبقية الأراضي المحتلة”، كما قال الطالب أندريا لومباردو للجزيرة نت.