Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ د. خالد المهناوحث في خطبته المسلمين على تقوى الله ومراقبته، فهو مصدر الفضائل، وجامع الفضائل، وأقوى الحصون. ومن يتمسك بأسبابه يخلص.
وقال المهنا في خطبة الجمعة إن من أخطر عوائق السير إلى الله عز وجل والحصول على مغفرته هو التمسك بالذنب والإصرار عليه. وقد شرط الله تعالى الوعد بالمغفرة والجنة ووصف التقوى على نفي هذه الصفة، في قوله تعالى: “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم والجنة”. أظهرها أن السماء والأرض أعدتا للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء، والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين. والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يتفكروا فيما فعلوا وهم كذلك. “إنهم يعلمون”، وأن صلاح القلب والامتناع عن كبيرة من الكبائر هما ضدان لا يتعارضان أبدا، وأن العبد اليقظ المحسن إلى نفسه هو الذي يستشعر في طريق سيره إلى الله ما يمنعه من الوصول إليه، أو تركه وراءه. إن من شرارات الأمل وعلامات الإيمان في قلب المسلم أن يشعر بذنبه إذا أصابه، ويشغل ذنبه عقله، فيستمر في طلب الخلاص من حالة الخطايا والتجاوزات.
وأوضح أن كتاب الله عز وجل وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- مملوءتان بأشياء إذا تمسك بها العبد أخرجه من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة، ومن كرب الشر إلى طمأنينة الخير. قال الله تعالى يدعو عباده المذنبين الذين أسرفوا على أنفسهم، بدعوة للرحمة والرأفة: “قل يا عبادي الذين أسرفوا معي. » أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم.
وتابع: هذه آيات عظيمة تفتح أبواب الأمل للخطاة المسرفين على أنفسهم بالمثابرة والتكرار. وكأنهم لما سمعوا نداء ربهم استيقظوا من نومة طويلة وانصرفوا عن خالقهم ورازقهم. وها هو مكتفي بعباده، يتوسل إليهم، بعد أن أعرضوا عنه، أن يلجأوا إليه، ويدعوهم إلى رحمته، بعد أن كاد اليأس أن يبعدهم عنه. ربهم، بسبب إصرارهم على ذنوبهم وكثرة معصيتهم لربهم، فسبحان الرحمن الرحيم الذي تلطف بهم وقال لهم إنه يغفر الذنوب جميعاً.
وأكد أنه بفضل الله ورحمته يسهل على عباده المذنبين الطرق والوسائل. فإذا اتبعوهم والتزموا بهم، تعودوا على عدم معصية ربهم سبحانه، ثم يجازون بعد ذلك على بغضه والنفور منه. فيجب على من يرجو لقاء ربه أن يلتزم به، ومن ذلك: أن على العاصي أن يجبر نفسه على الاستغفار والتوبة مهما كرر الذنب، فإنه يستطيع أن يتخلى عنه يوما برحمة الله، وكان إماما. التقي -صلى الله عليه وسلم- وهو المعصوم الذي يتوب بين يدي ربه في كل يوم مائة مرة، فماذا عن من إلى جانبه! وقال – عليه الصلاة والسلام – ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة ) رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث الأغر بن يسار المزني – رضي الله عنه -.
وأوضح أن توبة العبد واستغفاره من أعظم حسناته، وأعظم طاعاته، وأعظم عباداته، التي ينال بها خير الثواب، ويأمن من العقاب. ومن أنجع وسائل الامتناع عن المعصية أن ينتبه العبد إلى الحق، فالنفس سنجاب في الحركة ولها عمل. إن لم يشتغل بالحق انشغل بالكذب، وإذا لم يعتده في طاعة الله استعمله في طاعة الشيطان. لقد حولت بالأعمال الصالحة عدل الله إلى الأعمال الشريرة، وخُلقت آية للشر، ميّالة إلى الشر، داعية إلى الهلاك. فإذا أهملها العبد ضل ولم يتمكن من إدراكها بعد ذلك.
ويتابع: ومن أكمل أسباب ترك المثابرة أن يفر العبد بدينه من أماكن الفتن ومخارجها. من هرب بدينه من الفتن يحفظه الله، ومن ابتغى العافية يحفظه الله، ومن يتوب إلى الله يحفظه الله. وليحاسب العبد نفسه. وإذا ابتُلي بذنب، فلا يمنحه وقتاً لينهار بسرعة ويطلب المغفرة. ومن السهل عليه أن ينفصل عن الخطيئة ويتخلى عنها.
وخلص إلى أن ما يعين النفس هو سماع أخبار المجتهدين والمجتهدين في طاعة الله من سلفهم أو خلفهم، والاختلاط بجيرانهم لتنقل إليها أحوالهم، وفي هذا الإشارة إلى قوله تعالى: “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه”.