غضب في تونس بعد انتحار مدرس يتعرض لحملة مضايقات من قبل تلاميذه متنوعة

تصدر اسم المعلم فاضل الجلولي مواقع التواصل الاجتماعي في تونس خلال الساعات الماضية، بعد وفاته في حادث أثار غضبا واسعا في الشوارع واستنفارا داخل نقابة المعلمين.

وبحسب إذاعة موزاييك التونسية، فإن المعلم فاضل الجلولي -الذي كان يدرس التربية الإسلامية في إحدى كليات مدينة المهدية (شرقي تونس)- أنهى حياته بإضرام النار في جسده داخل مسكنه، ثم نقل إلى مستشفى بن عروس. حيث توفي متأثرا بجراحه.

وبحسب الصحافة المحلية، فقد تم حرق الجلولي إثر حملة ترهيب وسخرية متواصلة من قبل مجموعة من الطلاب في مدرسته، بالإضافة إلى تداول صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تعرضه للإهانة.

وتردد أن المعلم الراحل كان هدفاً لحملة ترهيب من قبل بعض الطلاب، شملت متابعته في الطرق العامة والاستهزاء به وبأسرته.

وتم نشر مقاطع فيديو تظهر المعلم وهو يحاول الرد على الاعتداءات، ومن بينها مشهد يظهر فيه وهو يركض خلف أحد الطلاب ويرشقه بالحجارة، فيما وثق آخرون اللحظات بهواتفهم وشاركوا المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد نشر الفيديو، تعرض الجلولي لانتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم باستخدام العنف ضد الطلاب، مما أدى إلى تفاقم الضغوط النفسية التي يتعرض لها.

وأعلنت نقابة التعليم الثانوي بوفد الشبا إضرابا عاما في المؤسسات التعليمية تضامنا مع الجلولي. كما شارك في الإضراب آلاف الأساتذة في عموم تونس، احتجاجا على الحادثة والتعبير عن استيائهم من انتشار ظاهرة التحرش وأثرها النفسي المدمر.

وأشار الناطق الرسمي باسم محكمتي المنستير والمهدية فريد بن جحا، إلى أن التحقيق جار لمعرفة ملابسات الحادث وتحديد الأسباب الحقيقية التي دفعت المعلم إلى إنهاء أيامه.

في الوقت نفسه، طالب عدد من الناشطين بوضع حد لظاهرة التحرش داخل المؤسسات التعليمية، معتبرين أن هذه المأساة تكشف فشلاً في حماية المعلمين وتوفير بيئة عمل آمنة.