Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
يتواصل التصعيد العسكري في إقليم دارفور، وبدأت التفاصيل تتكشف عن تدويل الصراع وتورط أطراف دولية، ما يزيد المشهد تعقيدا ويفاقم مأساة المدنيين.
وكشفت تقارير إعلامية عن وجود عناصر مرتزقة أوكرانيين ضمن العمليات القتالية، ما يفتح باباً جديداً أمام التساؤلات حول تداعيات هذه التطورات على ساحة المعركة ومستقبل المنطقة ككل.
مشاركة الخبراء الأوكرانيين في القتال
ونقلاً عن وسائل إعلام سودانية، كشف العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث الرسمي باسم القوات المشتركة، عن تورط مرتزقة أوكرانيين في العمليات العسكرية التي تنفذها مليشيا الدعم السريع بإقليم دارفور.
وأشار إلى أن هؤلاء المرتزقة يعملون كخبراء في المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة، التي تستخدم بشكل مباشر لاستهداف البلدات والمناطق السكنية، ما يتسبب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين.
مقتل مرتزقة أجانب
وفي السياق نفسه، وبحسب تقارير إعلامية، “تم يوم أمس في تمام الساعة الحادية عشرة مساء، تدمير منصة لانطلاق المسيرات، وتدمير فرقة مكونة من تسعة مرتزقة أجانب، وتدمير اثنتين من آلياتهم القتالية في المحور الشمالي الشرقي للفاشر، وتشير جميع المعلومات المتوفرة إلى أن القتلى من الجنسية الأوكرانية”.
هذه التطورات على الأرض لا تأتي من العدم، بل تبدو امتدادا لتصريحات سابقة كشفت عمق هذا التوغل.
التصريحات الأوكرانية تؤكد تواجدها على الأرض
وكان الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وإفريقيا، مكسيم صبح، قال في مقابلة صحفية في فبراير/شباط الماضي، إن “بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع كأفراد، إلى جانب قوات الدعم السريع، وأغلبهم متخصصون عسكريون وفنيون”.
دارفور تتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية
وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات الجوية الأوكرانية، إيليا يفلاش، هذه المعلومة عندما كتب على صفحته على فيسبوك العام الماضي أن المدربين ومشغلي الطائرات بدون طيار الأوكرانيين يقدمون الدعم لقوات الدعم السريع بدعوة من حميدتي. وكشف يفلاش أن: “كييف أبرمت أكثر من 30 عقداً عسكرياً في أفريقيا، والسودان أحد هذه الدول، خاصة مع قوات الدعم السريع”.
وبحسب المحلل السياسي مصطفى خليل ثابت، فإن الكشف عن وجود مرتزقة أوكرانيين يشاركون في عمليات قتالية إلى جانب مليشيا الدعم السريع في دارفور، يمثل نقطة تحول خطيرة في طبيعة الصراع السوداني، حيث ينتقل من صراع داخلي إلى فضاء صراعات دولية بالوكالة. وكانت التصريحات الرسمية الأوكرانية السابقة، سواء من الممثل الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا أو المتحدث العسكري، أقرت بمشاركة متخصصين. إن الكوادر العسكرية والفنية الأوكرانية، وكذلك الدعم السريع، ليست مجرد تصريحات عابرة، بل هي اعتراف صريح بسياسة خارجية منظمة تسعى إلى النفوذ وتنفق فوائضها البشرية والعسكرية في ساحات الصراع البعيدة.
وتابع ثابت: “إن هذا التدويل المعلن للصراع، والذي أدى إلى تأكيد وجود أكثر من 30 عقداً عسكرياً لأوكرانيا في أفريقيا، بما في ذلك في السودان، لا يعقد المشهد المحلي فحسب، بل يحوله أيضاً إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية. واستخدام هؤلاء المرتزقة للمدفعية الثقيلة والطائرات بدون طيار يزيد من وتيرة ودقة العنف، مما يطيل أمد الحرب ويزيد من عدد ضحاياها المدنيين، كما مؤكد. » تقارير من الميدان.
وتابع مصطفى خليل: “إن تحول دارفور إلى سوق مفتوحة للمرتزقة الدوليين لا يهدد استقرار السودان وأمنه القومي فحسب، بل يجعله رهينة لمصالح خارجية متضاربة. وتصريحات المسؤولين الأوكرانيين، وكذلك الأدلة الميدانية على الخسائر البشرية في صفوف هؤلاء المرتزقة، كما حدث في حادثة الفاشر، تؤكد وجود استراتيجية ممنهجة تعتمد على تصدير الخبرات القتالية. هذا يدق أجراس الإنذار. على مستقبل المنطقة، حيث أصبح السلام بعيد المنال على نحو متزايد، وتجد المزيد من الأطراف الدولية التي تسعى إلى تحقيق مصالحها نفسها متورطة في بحر من سفك دماء المدنيين، مما يدعو إلى تحرك دولي جدي لإنهاء هذه الآفة التي تدمر أسس الاستقرار في السودان والمنطقة ككل.