Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
أثار تقرير رصدي تم تسريبه مؤخرا في ليبيا، مسألة الأموال والعقارات التي تمتلكها البلاد في عدة دول مختلفة، فضلا عن الخسائر الفادحة التي تكبدتها منذ الإطاحة بالنظام السابق.
وتحدث مسؤولون ليبيون سابقون ومختصون اقتصاديون لـ«الشرق الأوسط» عن أسباب تفاقم الخسائر النزفية التي تعرضت لها الاستثمارات الليبية في الخارج، مستشهدين من بينها تداعيات تجميد الأموال والأصول الليبية بقرار مجلس الأمن عام 2011. إضافة إلى الاضطرابات السياسية.
وخسرت “محفظة ليبيا أفريقيا الاستثمارية” وحدها 40 بالمئة من رأسمالها، أي ما يعادل 1.5 مليار دولار، بحسب تقرير ديوان المحاسبة لعام 2023، الذي كشف عنه الأسبوع الماضي، مبرزا أن هذه المحفظة تندرج ضمن الأذرع الاقتصادية التابعة للجماعة. الدولة الليبية . هيئة الاستثمار (الصندوق السيادي الليبي).
وقال فهد إسماعيل، الذي كان عضوا سابقا في مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «تجميد الأصول الاستثمارية من قبل مجلس الأمن ولجنة العقوبات عام 2011 يفاقم نزيف الليبيين ويعرقل كفاءة عمل الليبيين». استخدام أصول المحفظة أو مرونة العلاقات مع المؤسسات والبنوك.
ويبلغ إجمالي الأموال الليبية المجمدة بموجب قرار مجلس الأمن الصادر عام 2011 نحو 38.9 مليار دينار (حسب آخر الأرقام الرسمية التي نشرها ديوان المحاسبة)، موضحا أن صرف هذه الأموال يحتاج إلى موافقة لجنة دولية يشكلها مجلس الأمن. مكتب الأمن. قرار المجلس رقم 1970-2011. وتقدر التقارير عن الأصول المجمدة بنحو 200 مليار دولار، لكنها “تآكلت”، وفقا لمسؤولين محليين.
جدير بالذكر أن تقرير ديوان المحاسبة الأخير وثق الرواية الرسمية بأن “التجميد المفروض على المؤسسة الليبية للاستثمار بموجب قرار مجلس الأمن الدولي أعاق قدرتها على التخارج من الأسهم التي تشهد خسائر كبيرة في قيمتها السوقية”.
يعترف الرئيس السابق لهيئة الاستثمار الليبية محسن الدارجة بصحة دعوات المؤسسة المستمرة لوضع حد للقرار الدولي بتجميد أصولها الاستثمارية، معتبرا أن “استثمار الأموال خير من الاحتفاظ بها”. مجمدة.”
لكن الدارجة تساءل في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هل المؤشرات والنتائج تعطي انطباعاً بأن قطاع الاستثمار يعمل بشكل مرضي في إدارة أصوله المفرج عنها؟ » كما تساءل “عن مصير تنفيذ إعادة الهيكلة؟ الخطة التي تم إعدادها منذ أكثر من 12 عامًا.
لكن إسماعيل أشار إلى أن “تجميد الأموال الليبية يمنع أي إعادة هيكلة مالية حقيقية للمؤسسة”، محذرا من أن “تعقيد ملف الاستثمارات الليبية في الخارج يفوق قدرة أي مسؤول على وقف هذا النزيف”.
لسنوات، لم تتوقف جهود الحكومات الليبية المتعاقبة لإطلاق سراح أموال البلاد المجمدة منذ مارس/آذار 2011. وفي هذا السياق، شكلت حكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لجنة قانونية. قبل عامين لمناقشة هذه القضية مع عدد من الدول.
وإلى جانب العقوبات الدولية، فمن غير المستبعد أن تتفاقم خسائر الاستثمارات الليبية مع “تقلب أسعار النفط، مصدر الدخل الرئيسي في ليبيا، مما يجعل الاستثمارات الليبية عرضة للأزمات الاقتصادية وتقلبات أسواق الطاقة العالمية”، بحسب ما ذكره الموقع. لعضو مجلس إدارة هيئة الاستثمار السابق الذي أشار إلى “انخفاض القيمة السوقية للأصول المخصصة للاستثمار في العقارات أو الطاقة”.
ومن بين الملاحظات والمخالفات التي وردت في تقرير التنظيم الليبي، برزت خسائر الاستثمارات الليبية في أفريقيا، وتحديدا في غينيا، في ضوء ما كشفه ديوان المحاسبة عن “خسارة 29 في المائة من إجمالي قيمة أصول ليبيا” فرع الشركة الليبية للاستثمارات في أفريقيا (LAICO) هناك.
وتزامن الكشف عن أرقام هذه الخسائر مع زيارة وفد تابع لحكومة “الوحدة” إلى غينيا، لاتخاذ خطوات نحو استعادة ملكية مزرعة حمضيات كبيرة توصف بأنها “الأكبر في غرب أفريقيا”.
ويلقي إسماعيل اللوم على نظام الرئيس السابق معمر القذافي، الذي اتخذ قرارات استثمارية “متهورة” في شركات أو مشاريع غير مربحة، أو قطاعات فاشلة أو أسواق عالية المخاطر، موضحا ذلك بما يعتبره “رغبة النظام القديم في السيطرة على البلاد وتوسيعها”. قطاع”. القارة الأفريقية دون فائدة اقتصادية حقيقية.
وتصاعدت المخاوف الليبية بالفعل عقب قرار حكومة بوركينا فاسو في يونيو الماضي تأميم المصرف العربي الليبي للتجارة والتنمية الذي تم إنشاؤه بالشراكة مع ليبيا، وهو ما دفع سلطات غرب ليبيا إلى التحقيق في مصير كافة الأصول المجمدة. في الخارج.
وحتى لو كان تجميد الأموال الليبية في الخارج حاضرا بقوة في تشخيص الخبراء، إلا أن الاضطرابات السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد منذ 2011 كان لها نصيبها من الأسباب التي أدت إلى “غياب الرؤية الواضحة وتقييد عمليات الاستثمار والتضييق على عمليات الاستثمار”. إضعاف. للسيطرة على الاستثمارات الأجنبية”، بحسب إسماعيل.
ويرى إسماعيل أن الاضطرابات التي أعقبت “ثورة 17 فبراير” 2011 فتحت الباب أمام “خلافات قانونية بشأن محفظة (ليبيا أفريقيا للاستثمار) مع الشركات والمستثمرين في الخارج، ما أدى إلى تكبدها” خسائر مالية ضخمة نتيجة التسويات أو المحاكم. قرارات ضده”.
ومن بين الاقتصاديين الليبيين، يرى البعض أسبابا إضافية لاستمرار نزيف الخسائر، في ظل التركيبة الهيكلية لفروع الاستثمار الليبية، ومن بينهم المتخصص في الشؤون الاقتصادية نعمان البوري، الذي يؤكد أنه “لا يوجد نجاح واستثمار مربح يديره أهلي”. خدم»، منتقداً «مؤسسة حكومية تمتلك مشاريع في قطاعات متعددة ويديرها موظفوها».
تأسست الشركة الليبية للاستثمار في عهد النظام السابق عام 2006 وتستثمر 70.8 مليار دولار في الزراعة والعقارات والسياحة والنفط والغاز في الدول الأفريقية والأوروبية.
وإذا كان البوري يرى أن «دور الاستثمارات الحكومية يجب ألا يتجاوز إدارة الأموال والأسهم»، فإنه يوصي بالاستفادة من «تجارب الصناديق السيادية في النرويج وسنغافورة»، فضلاً عن تجربة الولايات المتحدة. المملكة تعتبر شريكا. في أرباح الاستثمار عن طريق فرض الضرائب دون المخاطرة برأس المال.